في غزوة أحد تعرّض رسول الله صلى الله عليه وسلم للأذى الشديد من قريش ومُزِّق جسد عمه حمزة تمزيقاً ومُثِّل بجثته وكذا ابن عمته عبد الله بن جحش، وقتل جمع من أصحابه، وأصيب هو صلى الله عليه وسلم فشُجَّ رأسه وكُسِرت رَبَاعِيته وغطى الدم وجهه الشريف، واجتهد المشركون في حملتهم لقتله، لكن في لحظة الألم هذه والخطر المحدق والجراح الدامية لم ينسى رسول الله الرحمة التي أرسل بها ومن أجلها فكان يدعوا للمشركين في ميدان المعركة: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، فهل يعكس تفجير الآمنين في الطرقات والمساجد والمقاهي هذه الروح المحمدية، وهل يحق أن ينتسب هؤلاء المتطرفون لمحمد الرحمة.
التالي
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “والخوارج المارقون الذين أمر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بقتالهم، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي رضي الله عنه حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار، ولهذا لم يسب حريمهم، ولم يغنم أموالهم. وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسم- بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم). )مجموع الفتاوى)
عرض التفاصيل