جيء لعمر بن عبد العزيز بمجموعة من الخوارج ليناظرهم ويناصحهم فلم يدع لهم حجة إلا كسرها؛ فقالوا: لسنا نجيبك حتى تكفر أهل بيتك (بنو أمية)، وتلعنهم، وتبرأ منهم؛ فقال عمر: إن الله لم يجعلني لعاناً، ولكن: إن أبقى أنا وأنتم، فسوف أحملكم وإياهم على المحجة البيضاء؛ فأبوا أن يقبلوا ذلك منه؛ فقال لهم عمر: إنه لا يسعكم في دينكم إلا الصدق، مذ كم دنتم الله بهذا الدين؟ قالوا: مذ كذا وكذا سنة؛ قال: فهل لعنتم فرعون وتبرأتم منه؟ قالوا: لا؛ قال: فكيف وسعكم عدم تكفيره، ولا يسعني تكفير أهل بيتي، وقد كان فيهم المحسن والمسيء، والمصيب والمخطىء؟ فسكت القوم ولم يجدو ما يردون به عليه.