الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات في الإسلام، والقيام به يكون سببا لسلامة المجتمع واستقامته على الصراط المستقيم، قال سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ، فرتب الخيرية لهم بسببه، وقال سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وهنا من أجله وصفهم بالفلاح.
وإنه نوع من أنواع الدعوة إليه سبحانه والتي جعل لها آدابا وأحكاما، منها أن يكون ذا بصيرة، وعلى علم بالحال والمآل، وإلا فليمسك، حتى لا يصير حاله إلى آمر بالمنكر وناه عن المعروف، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف: ١٠٨]، يعني على علم، ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: ١٢٥].
ومما يؤسف له بأنه تم استغلال هذا الواجب الشرعي استغلالا مقيتا من قبل بعض المجموعات في تحقيق غايات مسيئة وفرض وصايات بغيضة ومآرب ذاتية. والواجب الديني يقتضي من أولي الأمر وهم أهل العلم والفكر وذوي القيادة والشأن التيقظ للقضايا الفكرية ومعالجتها مبكرا بما يضبطها ويحفظ للأمة منهجها واستقرارها.
[ د. عبد القاهر محمد قمر
مجمع الفقه الإسلامي الدولي ]