التقرير العالمي للإرهاب 2017: أرقام وملخصات

من قسم افتراضي, المقالات. منذُسنة واحدة.2019-09-04T12:27:30+03:0012:00 صباحًا الأحد 17 ديسمبر 2017 م / _17 _ديسمبر _2017 ه‍|

صدر المؤشر العالمي للإرهاب لسنة 2017 عن معهد الاقتصاد والسلام، وحمل في تضاعيفه الكثير من تفاصيل تطور الظاهرة الارهابية لسنة 2017  و 2016، ويمكن اعتبار سنة 2017 سنة دامية لكن بالدموية التي كانت عليها سنوات 2015 و2014 التي شهدت أعنف مراحم تطور الظاهرة الإرهابية. هذا التراجع جاء نتيجة نجاح الحملة العراقية والدولية لاستعادة المناطق التي تقع تحت إدارة داعش وخسارة التنظيم لما يزيد عن 97% من المدن ومناطق النفوذ التي يسيطر عليها، وكذا الانحسار العام لمكينة هذا التنظيم الإعلامية بسبب الضريات المتتالية التي تلقاها سنة 2016 و2017، كما لعبت الحملة المكثفة والمنظمة ضد بوكو حرام والتي تقودها الحكومة النيجيرية في الحد بشكل ملحوظ جدا من هجمات بوكو حرام وتناقصها مقارنة بسنة 2016 والسنوات التي سبقتها.

ونورد هنا ملخص المحاور الأربع للتقرير الذي عادة ما يغطي مناحي أربع وهي: (ملخص عام، النزعات، الجماعات الإرهابية، والآثار الاقتصادية للإرهاب)

  • موجز عام:

في ملمح سلبي لهذه السنة تعرضت 77 دولة في العالم لعمل إرهابي واحد على الأقل في تراجع واضح مقارنة بالسنة الماضية، بينما وبشكل ايجابي حسنت 79 دولة ترتيبها في قائمة المؤشر الدولي للإرهاب بينما تراجع تصنيف 58 دولة. وشهدت دول كباكستان ونيجيريا أكبر معدلات التحسن. وبشكل عام وبشكل إيجابي أيضاً تراجع مؤشر الإرهاب العالمي  وتراجع تأثير الحركات الإرهابية على مسرح الأحداث بعد أن دخلت كل من داعش وبوكو حرام مرحلة الدفاع عن وجودها، بعد أن قضت الحركتان سنتي 2014 و2015 في التوسع والانتشار، ويعود هذا التراجع  لنجاح العلميات الميدانية ضد هاتين الحركتين. وقد تربعت خمس دول إسلامية على رأس مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2017، و سجلت فيها أكبر نسبة وفيات بسبب الإرهاب واستحوذت هذه الدول على نسبة ثلاث أرباع نسبة الوفيات العالمية بسبب الإرهاب هذه الدول للأسف هي: العراق، أفغانستان، نيجيريا، باكستان، سوريا.

انخفضت نسبة الوفيات بسبب الإرهاب إلى نسبة 13% مابين 2016 و 2017 مقارنة بنسبة 10% مقارنة بسنة 2015، حيث بلغت هذه السنة 25.673 ضحية، وهو ثاني انخفاض كبير لها منذ سنة 2010. وقد شهدت نيجيريا أكبر نسبة انخفاض في نسب الوفيات بسبب الإرهاب سنة 2017 حيث انفخض عدد الضحايا إلى 3100 سنة 2016 مقارنة بعدد 5556 سنة 2015، أي مايقارب نسبة 80% انخفاض عن ما عهدته هذه الدولة في السنوات الماضية، يعود هذا طبعاً للحملة المنتظمة التي تقودها الدولة ومجتمعات المجتمع المدني ضد هذا التنظيم والانقسامات التي شهدتها الحركة. وقد دفع تراجع بوكو حرام إلى تناقش نسبة الضحايا في الدول المجاورة لنيجيريا وهي كاميرون وتشاد والنيجر بنسبة 75%، أي اكثر من 1000 قتيل أقل مما سجل السنة الماضية.

هذا الانخفاض في نسبة الوفيات بسبب الإرهاب شهدته حتى باكستان وسوريا وأفغانستان، التي شهدت انخفاض قدره 500 ضحية أقل من سنة 2016، وما يعادل انخفاضاً بنسبة 33% مقارنة بالسنوات الماضية. وقد سجلت افغانستان لوحدها تراجعاً في معدل ضحايا العمليات الإرهابية بنسبة 14% . بينما تراجعت نسبة الوفيات بسبب الهجمات الإرهابية بنسبة 24% في سوريا مقارنة بسنة 2015.  بينما سجلت باكستان تراجعاً في عدد الضحايا بنسبة 12% أي ما عدده 956 ضحية سنة 2016 وهي أقل نسبة ضحايا تسجل منذ سنة 2006. هذه المؤشرات الايجابية التي سجلتها الدول الأربعة السابقة لم تشهدها للأسف العراق التي سجل سنة 44% في ضحايا العمليات الإرهابية سنة 2016.

وفي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، وهي تجمع اقتصادي يجمع 33 دولة متقدمة، انخفضت نسبة الوفيات بسبب الإرهاب بشكل ملحوظ في الستة أشهر الأولى من 2017 حيث سجلت الفترة سقوط 82 قتيلا فقط مقارنة بمايزيد عن 265 ضحية سقطوا طيلة سنة 2016.  وقد شهدت 18 دولة من بين 33 الأعضاء في المنظمة عملاً إرهابياً واحداً على الأقل مابين 2016 و 2017، وكانت نسب الضحايا الأعلى بينها في كل من فرنسا وتركيا، واسبانيا. وقد شهدت المنطقة تزايداً ملحوظاً في عدد هجمات الذئاب المنفردة حيث تزايدت الهجمات من هجوم واحد فقط سنة2008 إلى 56 هجوماً سنة 2016، وقد شهدت بريطانيا أغلب هذه الهجمات.

وأثيت التقرير أن في فترة 17 سنة الأخيرة 99% من ضحايا الإرهاب سقطوا في دول تعاني من صراعات سياسية أو تعاني من سياسات قمعية، ولا تتمتع بأنظمة ديمقراطية حرة.

  • نزعات

شهدت منطقة جنوب آسيا أكثر النشاطات المتعلقة الإرهاب في 15 سنة الأخيرة، كما شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أسرع وتيرة في تزايد العمليات الإرهابية، ففي مصر مثلا تزايد عدد ضحايا الإرهاب تسعة أضعاف، وتزايد في تركيا بمعدل 16 ضعفاً نتيجة التوتر الأخير الذي اندلع بين الحكومة التركية وحرب العمال الكردستاني وكذا هجمات داعش المتتالية من جهة أخرى.

كما تزايد استهداف المدنيين بنسبة 17% مابين 2016 و2017، بشكل يختلف عن السنوات السابقة مما يوحي بحالة العبثية واليأس التي بدأت تتسرب إلى أمزجة الجماعات المتطرفة. وبشكل عام تزايد سقوط الضحايا الأبرياء أثناء العمليات العسكرية بنسبة 67% ما بين سنة 2006-2016، بينما تزايد عدد ضحايا المعارك المباشرة بنسبة 66%. وسجلت الفترة مابين 2016 و2017 ارتفاع في نسبة ضحايا كل عمل إرهابي بنسبة 2.4 لكل هجوم في الدول التي تتعرض لأكثر هجمات إرهابية.

  • الجماعات الإرهابية

استحوذت المنظمات الإرهابية الأربع ( داعش، بوكو حرام، طالبان و القاعدة) على نسبة 59% من القتلى نتيجة أعمال إرهابية سنة 2016، وبنسبة مقاربة لها سنة 2017، وقد تجاوز داعش وحشية بوكو حرام سنة 2016 وسنة 2017 حيث استهدف وبشكل مباشر 15 دولة أكثر بأربع مرات من هجمات سنة 2015، تزايد عدد ضحاياه بنسبة 50% مقارنة بمعدل الوفيات الأعلى الذي سجله داعش سنة 2015، وقد سقط على يد داعش ما يزيد على 9132 قتيلا سنة 2016 أغلبهم في العراق حيث استخدم داعش المدنيين كدروع بشرية لصد هجمات القوات العراقية ضده. على أن هذه النسبة شهدت تراجعاً حاداً بعد الهزائم المتلاحقة لداعش في العراق وسوريا وخسارته لأغلب الأراضي التي كان يمارس فيها إجرامه. بينما وصل عدد ضحايا المتعاطفين مع داعش إلى 2417 قتيلا في 11 دولة تم استهدافها سنة 2016.  وقد تراجعت مداخيل داعش المالية اليت كان يمول بها نشاطاته بنسبة ثلاث أضعاف ، حيت تناقصت من 81 مليون دولار شهريا سنة 2015 إلى 18 مليون دولار شهرياً سنة 2016، وذلك بسبب خسارته لأغلب حقول النفط التي كان يبيع زيتها للمافيا النشطة في المنطقة.

وقد تراجعت جرائم كل من بوكو حرام وطالبان والقاعدة بشكل حاد جداً سنة 2016 وبداية 2017، بينما تراجع عدد ضحايا بوكو حرام بشكلحاد تماماً من 6700 قتيلا سنة 2014، و 5478 قتيلا سنة 2015 إلى 1079 قتيلا فقط سنة 2016.  وهذا يعود إلى الحملة المركزة التي تقودها ضده الحكومة النيجرية. أما طالبان فقد تراجع عدد ضحاياها المدنيين بنسبة 21% سنة 2016 وسنة 2017 بينما زاد عدد ضحاياها العسكريين بشكل كبير نظراً لمعارك التوسع الجغرافي التي تصر على مواصلتها ضد القوات الحكومية.  أما عن القاعدة التي باتت منظمة شبه غائبة عن مسرح الأحداث فقد تراجع عدد ضحاياها  بنسبة 35% سنة 2016  و2017 نظراً لانحصار دعايتها الإعلامية وصراع القيادة الذي بات يحتدم بين حمزة بن لادن وأيمن الظواهري يوماً بعد يوم.

حوصلة  هجمات أشهر أربع جماعات إرهابية لسنة 2016
  • الأثر الاقتصادي للإرهاب

تناقص تأثير الإرهاب سلبياً على الاقتصاد الدولي بنسبة 7% مقارنة بسنة 2015، وتناقصاً بنسبة 19% مقارنة بسنة 2014. وبلغ حجم الخسائر المادية 84 مليار دولار سنة 2016، ولم يتم بعد التعرف على الأرقام الدقيقة لخسائر الاقتصاد لسنة 2017، سببب تأخر الكثير من الدول في إعلان موازناتها والبيانات الاقتصادية المؤشرة.  وقد تكبد العراق أعلى نسبة خسائر اقتصادية بسبب الإرهاب سنة 2016 و 2017نتيجة الحملة العسكرية المستمرة التي تقودها الحكومة ضد التنظيم. علماً أن المبلغ المذكور سالفاً لا يحتسب تكاليف البرامج الوقائية التي تعتمدها الدول للحيلولة دون انتشار الإرهاب على أراضيها.

أشهر الهجمات الإرهابية سنة 2016


* الدكتور طارق العجال هو استاذ للتاريخ بجامعة عفت بمدينة جدة