ترويع المسلمين

من قسم افتراضي. منذُسنة واحدة.2017-01-30T00:00:00+03:0012:00 صباحًا الإثنين 30 يناير 2017 م / _30 _يناير _2017 ه‍|

كثر في هدي رسول المحبة التحذير من ترويع المسلمين ولو لمجرد المزاح، نظرا لحرمة دم المسلم، وسداً لذريعة وقوع الأذى عليه ولو عن غير عمد، وهنا دلالة نبوية جليلة على جرم الخوارج والمتطرفين في حق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تجاوز اعتدائهم على هديه من حرمة ترويع المسلمين إلى مرحلة سفك دماء المسلمين وهم سجود في المساجد، فلنقارن بين جملة هذه الأحاديث وبين ما يرتكبه الجماعات المتطرفة في حق الإسلام والمسلمين. كان الصحابة رضى الله عنهم يسيرون مرة معه فى سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمرره على جسد أخيه النائم ففزع، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) رواه أبو داود. وروى ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة) رواه الطبرانى. ونهى صلى الله عليه وسلم عن مجرد الإشارة بالسلاح على المسلم قائلا: (لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدرى لعل الشيطان ينزع فى يده، فيقع فى حفرة من حفر النار) متفق عليه. وشدد على خطورة هذا العمل ولو مزاحاً قائلا: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) رواه مسلم. يقول الإمام القرطبى معلقاً عن هذه الأحاديث: (لعن النبى صلى الله عليه وسلم للمشير بالسلاح دليل على تحريم ذلك مطلقا، جاداً كان أو هازلاً، ولا يخفى وجه لعن من تعمد ذلك؛ لأنه يريد قتل المسلم أو جرحه، وكلاهما كبيرة، وأما إن كان هازلاً فلأنه ترويع مسلم، ولا يحل ترويعه، ولأنه ذريعة وطريق إلى الجرح والقتل المحرمين). وعلق الإمام النووى عنها قائلا: (فى الحديث تأكيد على حرمة المسلم، والنهى الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه. وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإن كان أخاه لأبيه وأمه) مبالغة فى إيضاح عموم النهى فى كل أحد، سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعباً أم لا؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح). شتان بين هدي الرسول الكريم وشنائع المتطرفين التي ترتكب كل يوم باسم نبي الرحمة وباسم دين الرحمة.