يسرع دعاة الغلو والتطرف إلى إشهار سيف النسخ في القرآن الكريم للهروب من روح القرآن الجامعة التي جاءت لبسط السلم والأمان وأن فلسفة الحرب في الإسلام هي إباحة الحرب فقط للدفاع عن بيضة الإسلام والمسلمين وما سوى ذلك فهو عدوان لا علاقة له بالدين. فحين تستعرض أمامهم سيل الآيات التي تحض في زمن الحرب على الصبر والعفو والمسالمة والدفاع وتأمر بكف الأذى وكظم الغيظ وتنهى عن الاعتداء وهي في مجملها تزيد عن 100 أية مبثوثة في أكثر من 48 سورة من القرآن الكريم، أمام هذا التحدي يعمد فكرهم البسيط إلى اقتناع أنفسهم بكون كل هذه الآيات منسوخة بآية واحدة وهي أية السيف. فأي فهم هذا!!، وأي منهج هذا!!