تمتلئ حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بمئات المواقف الانسانية الراقية التي تعلّم أسس العلاقات الانسانية الراقية، فحين أُسِر سهيل بن عمرو يوم بدر وكان خطيبًا قرشياً مِصْقَعًا ينال من رسول الله ومن المسلمين، فقال عمر بن الخطاب لرسول الله: “انزع ثنيَّتَيه السُّفليَين فيُدْلَعَ لسانه فلا يقوم عليك خطيبًا بموطن أبدًا”، فرد عليه رسول الله بروح انسانية راقية مذكراً إياه بمنهج الإسلام القائم على فلسفة الرحمة لا فلسفة الانتقام وعلى حرمة الدم والمثلة، فقال رسول الله: “لا أمثِّل به فيُمثِّل الله بي ولو كنتُ نبيًّا، ولعله يقوم مقامًا لا تكرهه” سيرة ابن هشام (2 / 629)