كثيراً ما يُرزق الشباب المتدين العاطفة الجيّاشة، والحماس الصادق، ولكن يعوزهم العلم وتنقصهم الكفاءة، فيفسدون أكثر مما يُصلحون، وقد يغتر الكثير من الناس وينخدعون بهذه العواطف الجيّاشة والحماس الصادق فيتأثرون بأصحابها ويندفعون إلى سلوك طريقهم، وتلك هي الفتنة عندما تُطلّ برأسها، فيفتتن بها ضعاف العقول والأفهام لأنّ المظاهر خدّاعة غرّارة، وضحالة الفقه تتجلّى أيّما تجلّ في إشاعة “روح الاستعجال” وخصوصا في أوساط جمهور الجماعات الدعوية، حتى إذا استبطأ هؤلاء “الجنّة” التي وعدوا بها ثارت ثائرتهم، وألقوا بأنفسهم في أتون العنف السياسي.