يقول الإمام محمّد الطاهر بن عاشور شارحاً مدى مسؤولية المسلم الفكرية والدينية: ” المسلم مأمور بصحة التفكير في دائرة ما يحتاجه من الأعمال تفكيراً يعصمه من الوقوع في مهاوي الأخطاء … فالمقدار الذي يستطيعه من التفكير يجب عليه تصحيح تفكيره فيه، والمقدار الذي لا يستطيعه يجب عليه تطلب الإعانة فيه بمن يبلّغه إلى الحق الصحيح فيه من أهل الإرشاد في ذلك الباب … لأنك تجد كل أحد مشتملاً على حالتين من التفكير، حال الاستقلال بالفكر فيما يبلغ إليه فكره، وحال التلقي والاسترشاد فيما يتجاوز حدّ تفكيره”، يشير ابن عاشور في هذه المقولة لمعضلة تدخل وجرأة الكثير من الناس عن الحديث في الدين والفتوى فيه، وهو ما تجسده بشكل حرفي حركات التطرف التي يقودها أناس إما مهندسون أو أطباء أو طريدي مدارس دون أي تمكن لهم في العلوم الدينية والشرعية. (التحرير والتنوير)