يحكي التابعي يزيد الفقير قصته حين كان شاباً وأغرته دعوة الخوارج، يقول : “كنت قد شغفنى رأى من رأى الخوارج، وكنت شاباً، فخرجنا عصابة ذوى عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس بالسيف، فمررنا على المدينة فإذا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله يحدث القوم جالساً إلى سارية عن رسول الله، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين. قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله ما هذا الذى تحدثون و الله يقول : (إنك من تدخل النار فقد أخزيته)، و( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) فما هذا الذى تقولون؟ فقال جابر: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام يعني الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم. قال: فإنه مقام محمد المحمود الذى يخرج الله به من يخرج. قال: ثم نعت وضع الصراط ومرور الناس عليه، فأدرك يزيد الفقير جهله فقال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك…. ثم قال : فرجعنا فقلنا: ويحكم ترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال: فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد .(الإمام النووي: شرح مسلم)