كان قتادة رضي الله عنه إذا قرأ قوله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) يقول: “إن لم يكونوا الحرورية (الخوراج)، فلا أدري مَن هم! ولعمري لقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله بيعة الرضوان مِن المهاجرين والأنصار خبر لمن استخبر، وعبرة لمن استعبر، لمن كان يعقل أو يُبصر. إن الخوارج خرجوا وأصحاب رسول الله يومئذٍ كثير بالمدينة والشام والعراق، وأزواجه يومئذ أحياء. والله ما خرج منهم ذكر ولا أنثى حرورياً قط، ولا رضوا الذي هم عليه، ولا مالأوهم فيه، بل كانوا يُحدِّثون بعيب وذم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم ونعته الذي نعتهم به، وكانوا يُبغضونهم بقلوبهم، ويُعادونهم بألسنتهم، وتشتد والله عليهم أيديهم إذا لقوهم.” (رواه الطبري)