جيء بإحدى الخوارج يوماً إلى عبد الملك بن مروان فجعل يبسط له من قول الخوارج، ويزين له من مذهبهم بلسان طلق وألفاظ بينة ومعان قريبة، فقال عبد الملك بعد ذلك على معرفته: “لقد كاد يوقع في خاطري، أن الجنة خُلقت لهم”!. ثم أمر عبد الملك بحبسه قائلًا له: لولا أن تُفسد بألفاظك أكثر رعيتي ما حبستك، ثم قال عبد الملك: “من شككني ووهّمني حتى مالت بي عصمةُ الله فغير بعيد أن يستهوي من بعدي”. فهذا الخليفة عبد الملك بن مروان صاحب الدهاء الكبير يشهد بفداحة تأثير هذا الخارجي وشدة تأثير كلامه، وهو الأمر نفسه الذي يجذب شباب المسلمين إلى خطاب داعش والقاعدة حيث يملؤون كلامهم بالآيات والأحاديث ويلقون في أنفس الناس أنهم أهل الحق دون سواهم. (الكامل للمبرد بتصرف)