تهدف كافة الحركات التي تدعي الجهاد إلى الوصول إلى الحكم والتسلط على رقاب المسلمين، ولم يكن هذا ديدن صحابة رسول الله ولا السلف الصالح الذي كره الولاية، والمناصب ولهم في ذلك قصص لا تحصى، ففي زمن اشتداد الفتنة بعد مقتل عثمان، يصر علي بن ابي طالب رضي الله عنهما على رفض الحكم وتولي الخلافة بعد الخليفة المغدور قائلا لمن عرض عليه أن يبايعه: ” دعوني والتمسوا عليه العقول.. واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميرًا”