دعت ورشة العمل لمناهضة التطرف والعنف تحت شعار: (دور التربية الدينية في تعزيز السلام ومناهضة العنف) إلى تأهيل المعلمين والعاملين في المدارس الدينية، والانفتاح على العلوم الإنسانية، وانتهاج الوسطية في العلوم الدينية، للنأي بالمدارس الدينية عن خطاب التطرف والعنف.
وكانت الورشة قد اختتمت أعمالها اليوم الأربعاء 2 نوفمبر 2016، ونظمت بشراكة من قبل منظمة التعاون الاسلامي، والمنتدى العالمي لمناهضة الإرهاب، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
وقال السفير أسكر موسينوف، رئيس وحدة السلم والأمن وفض النزاعات بمنظمة التعاون الإسلامي إن لدى المنظمة موقف مبدئي ضد الإرهاب والتنديد به، خاصة وأن المنظمة تعد الأولى التي تصدر اتفاقية حول مناهضة الإرهاب بالإضافة إلى مدوّنة سلوك للهدف نفسه، فضلا عن إعلانها موقعا إليكترونيا لمركز الحوار والسلام والتفاهم والذي يُعنى بكشف الزيف في خطاب المتطرفين.
بدوره قال مدير العلاقات الخارجية والتعاون في الإيسيسكو، السيد أحمد سعيد ولد باه، إن إقامة هذه الورشة يعد خير دليل على الأهمية التي توليها الإيسيسكو بصفة عامة ودورها في التصدي للغلو والتطرف بصفة خاصة، مشيرا إلى أنها وضعت التربية في صدارة اختصاصاتها.
واستعرضت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية تجربتيهما في مراجعة المناهج وتعزيز مبادئ السلم في التربية الدينية، وبدوره قدم السفير محمد الشامسي بوزارة الخارجية الإماراتي تجربة بلاده في نبذ العنف والتطرف. كما قال السيد عبد الواحد بن داوود، من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، إن المملكة المغربية سعت إلى إعادة هيكلة وزارة الأوقاف، والعمل على “عقلنة وتحديث التربية الإسلامية”.
وقالت السفيرة سو بريز، من وزارة الخارجية والكومونويلث بالمملكة المتحدة، والتي تتشارك رئاسة منتدى مناهضة الإرهاب العالمي، إنه “إذا أردنا أن نهزم الإرهاب فعلينا أن نبادر إلى جهد عالمي مشترك، تستلزم قيادة دولية مشتركة” ضد هذه الظاهرة.
وناقشت الورشة في ست جلسات على مدى يومين، عدة محاور تناولت الارتقاء بالمدارس الدينية، وتأهيل المعلمين العاملين فيها، وتحديث المناهج الدينية بما يتناسب مع العصر، بالإضافة إلى ضرورة إقامة منصة إليكترونية تساهم في تكوين المعلمين من الجنسين فضلا عن ضرورة إنجاز التكامل بين العلوم الدينية والإنسانية كي يؤدي ذلك إلى نوع من الانفتاح الموزون، بجانب الانفتاح على أدوات ووسائل تعليمية حديثة ومتطورة في التعليم تأخذ في اعتباراتها التركيز على وسطية الدين في أبعاده المختلفة.