تبدأ وزارة العدل المصرية برئاسة المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، في 11 مارس 2018 ، ورشة عمل تحت عنوان «الترويج للفكر الإرهابي وسبل مكافحته»، بمشاركة قضاة وأعضاء نيابة عامة ودبلوماسيون ومسؤولون بهيئة الرقابة الإدارية والأمن الوطني وجهات إنفاذ القانون.
وقالت الوزارة في بيان: «تأتي الورشة إيمانًا من وزارة العدل بدورها الفعال والمتأصل كمؤسسة تنفيذية وتشريعية على حد سواء في مواجهة الإرهاب بجميع الأساليب المتاحة والممكنة تحقيقًا لمساعي الدولة الجادة والجهود المستبسلة من مختلف المؤسسات المعنية للقضاء على جذور الإرهاب وإحباط كل مراميه، خاصة بما تبذله القوات المسلحة والشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب بسيناء».
وأضافت، أن الورشة تستمر على مدار يومين يتم من خلالهما طرح موضوعات شديدة الأهمية للمجتمع المصري لاسيما في الآونة الاخيرة، وتتضمن محاضرة للمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن العوامل التقنية والتكنولوجيا التي تتحكم في خط سير البيانات والمعلومات بين المواطنين ومدي دقتها وسرعة انتشارها لمواجهة الأثر السلبي الناجم عن أكاذيب مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للفكر الإرهابي.
كما تتضمن محاضرة للدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، عن دور قطاعات الإعلام في المؤسسات الحكومية بصفتها قنوات الاتصال في الداخل والخارج والتحديات التي تواجه نقل الحقائق دون تشويهها مما يتسبب في بلبلة الرأي العام وعدم استقرار المجتمع.
ومحاضرة للدكتور سامي عبدالعزيز، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن السمات والمهارات التي يتسم بها القائم على توصيل الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور لتحقيق أعلي مستوى لرفع كفاءة جهود الدولة المبذولة في مواجهة الترويج للفكر الإرهابي.
ووجهت الوزارة، الدعوة لمشيخة الأزهر الشريف، للمشاركة في محاضرة موضوعها «تفنيد النصوص المدسوسة على الأحاديث النبوية الشريفة والتي تروج للفكر الإرهابي».
فعاليات الورشة
أكد وزير العدل المستشار حسام عبد الرحيم أن مصر ستنجح في دحر الإرهاب الأسود الذى يستهدف أمنها واستقرارها، مشيرا إلى أن الدولة المصرية، بكل مؤسساتها، تبذل جهودا حثيثة في هذا الصدد حيث تعمل على استئصال الإرهاب وضرب جذوره على الصعيدين الفكري والأمني.
وقال وزير العدل إن القوات المسلحة والشرطة يبذلان جهودا كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له على المستوى الأمني والعسكري، مشيرا إلى أن الإرهاب الذى تتعرض له مصر، هو إرهاب عالمي وإقليمي وتقف من ورائه دول وتنظيمات، تمويلا وتدريبا، وتتخذ من الدين الإسلامي الحنيف ستارا لأفعالها المرفوضة والملفوظة والتي لا سند لها في صحيح الدين الإسلامي. وأضاف أن تلك الدول التي تقوم على تمويل وتدريب الإرهاب، تعمل أيضا على تجنيد الشباب في تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي. مؤكدا أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضد الإرهاب ستنجح في ظل الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره والقضاء عليه.
قال الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن مصر تخوض معركة ضد الإرهاب وإن القوات المسلحة والشرطة تخوضان حربا شرسة ضد التنظيمات التكفيرية في سيناء وسائر أرجاء مصر، وأن الإرهاب الذي تتعرض له الدولة ضد الإنسانية، وتلك الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية والتكفيرية تستوجب أن يتم التصدي لها بكل قوة وحسم.
وأكد أن الجهاد في الإسلام ليس على إطلاقه، حيث شرع للدفاع عن النفس والأوطان والأعراض والمال وليس للعدوان على الآخرين، وأن الإسلام أسمى وأكبر من تلك المفاهيم الضيقة، وأن الاختلاف في الدين والفكر ليس علة للقتل أبدا، لافتا إلى أن «الأزهر مستهدف من بعض الدول لكنه قائم وسيبقى دوره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».
وتابع: إنه لا يخفى على أحد ما يمر به العالم من أزمات في المرحلة الراهنة تشكلها ظهور جماعات الإرهاب والتطرف التي هددت العالم كله في محاولة للدخول في مسلسل الفوضى والعنف المبتذل لتحقيق أجندات خاصة تحت غطاء الدين.
وأضاف الأمين العام أن هذه الجرائم البربرية النكراء التي ترتكب باسم الدين إنما هي نوع من الالتفاف على النصوص الدينية لتبرير تلك الجرائم التي لا تقرها شريعة، فهم لا يفرقون بين النص الشرعي وبين مفهومه ومناسبة نزوله ولذلك فهم يحاولون تصدير النصوص واتخاذها ستارا لتنفيذ جرائمهم الخبيثة.
أوضح عفيفي أن مواجهة مثل هؤلاء يحتاج إلى إعمال العقل أولا وتوعية الناس من خطرهم فالمواجهة الفكرية مسألة ضرورية لمكافحة هذه الجماعات المتطرفة، ولذا فإن الأزهر الشريف يقوم بدور مهم في هذا الشأن من خلال تصحيح مايحاول هؤلاء ترويجه من مفاهيم مغلوطة كمفهوم الدولة الإسلامية والجهاد والحاكمية والجاهلية والتكفير إلى غير ذلك من المصطلحات المغلوطة.
أشار الأمين العام إلى أن الأزهر لم يغفل في تلك المواجهة أيضا اهتمامه بقضايا المواطنة والتعايش السلمي وتدعيم الحوار وترسيخ مفاهيم التعددية الدينية والمذهبية ضمن خطتها في هذه المواجهة الشرسة، خاصة وأن هذه الجماعات تحاول استغلال مثل هذه القضايا لبث الفتن بين الأفراد والمجتمعات لأجل تهيئة بيئة مناسبة لتحقيق أهدافهم التي لا يمكن تحقيقها في ظل وجود وحدة وطنية داخل المجتمع الواحد من ناحية وبين المجتمعات وبعضها من جانب آخر.
ولفت عفيفي إلى أن الاسلام دعا إلى الحفاظ على مقاصد الشريعة وحفظ النسب واحترام الآخر وحرم سفك الدماء واستباحة المال والعرض.
وأكد أن الأزهر الشريف لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الفكر اللعين وإنما يقوم بمواجهته بشكل مستمر سواء من خلال قوافل التوعية الفكرية أو من خلال إصداراته العلمية في هذا الشأن أو من خلال البيانات الصادرة من هيئة كبار العلماء والتي تدين جرائم هذه التنظيمات وأنها لا تمثل الإسلام وأن هؤلاء خارجون عن تعاليم الإسلام.