بشرنا الرسول ﷺ بأن الله لم يخلق مرضا إلا وخلق له دواء يعالجه، وترك للإنسان مهمة البحث والتعلم سعيا وراء معرفة هذا الدواء.. وهو ما يمنحنا اليقين بقرب زوال أزمة فيروس كورونا في ظل حالة التسابق العالمي للتصول إلى علاج يقضي عليه. ولكن إلى أن يتم التوصل إلى هذا العلاج.. فإن الدواء الذي بين أيدينا الآن هو التباعد الاجتماعي لضمان تحجيم المرض ومنع انتشاره.

بات اللاجئون الذين دمر الإرهاب مدنهم؛ الأكثر عرضة للإصابة بكورونا ، حيث تقول المنظمات الدولية إن ضعف الخدمات الصحية بالمخيمات يجعل مكافحة الفيروس مستحيلة، وأن إصابة واحدة كفيلة بالقضاء على الآلاف بينهم، ما يستدعي تكاتف الجميع لمساعدتهم وعدم نسيانهم في خضم الجائحة.

بسبب جائحة كورونا، انتبه العالم مؤخرا للأهمية القصوى لقضية النظافة وكيف يمكنها أن تؤثر على مستقبل البشرية كلها، بينما جاء الإسلام قبل 1400 عام بتعاليم تعتبر النظافة جزء لا يتجزأ من الإيمان وقيمة من أهم قيمه الدينية، وجعلها شرطا أساسيا لقبول الكثير من العبادات.

لقد ترك لنا الرسول ﷺ وصفة نبوية نحن في أمس الحاجة إليها هذه الأيام، وصفة بدأ الكثيرون في تنفيذها ببلدان العالم الإسلامي، عبر إطلاق المبادرات لمساعدة المتضررين من جائحة كورونا تحقيقا للتكاتف المجتمعي في مواجهة الأزمات.

كثير من الأمور البسيطة التي اعتدنا القيام بها في الماضي، بتنا ممنوعين منها اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا، وهو ما يجعلنا نتأمل في نعم الله الكثيرة التي لم نكن ننتبه إلى قيمتها في حياتنا، وأن نشكر الله على هذه النعم، آملين أن يرفع عنا الوباء ويكتب الشفاء للمرضى.

تكثر في الأزمات الكبرى، الشائعات والأخبار غير الصحيحة، ما يتسبب في ترويع الناس ونشر الخوف، وهو ما يخالف تعاليم الإسلام، حيث أمر المسلم أن يحفظ لسانه من الكلام الذي يضر بمصلحة الآخرين، ولا يقول إلا ما ينفع الناس. فالشائعات قد تكون أكثر خطرا من الوباء نفسه!

قد يكون كثير من المسلمين في هذه اللحظات محرومين من صلاة الجمعة، إلا أن قلوبهم المعلقة بالمساجد، تتوق شوقا للخروج من الأزمة، والعودة إلى بيوت الله، ليعمروها ويملئوها دعاءا وتكبيرا.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.