فبراير 2018

منهج السلف في مكافحة التطرف

تزخر كتب التراث الإسلامي بالقصص والمناظرات التي عقدها سلف هذه الأمة مع الخوارج الذين ظهروا في القرن الأول للهجرة، وقد اشتهرت من بين هذه المناظرات والمحاورات؛ مناظرة ابن عباس لهم، ومناظرة عمر ابن عبد العزيز، وقد غطت هاتان المناظرتان لشهرتهما عن الكثير من المناظرات والمحاورات الأخرى الهامة، التي رسم فيها التابعون وعلماء السلف منهجاً حوارياً دقيقاً قوامه القرآن الكريم في مناظرة المتطرفين الخوارج. ومن بين تلك المحاورات محاورة ومناصحة وقعت بين التابعي الجليل وهب بن منبه ورجل يدعى ذو خولان وهو رجل من اليمن كان يتعاطف مع الخوارج ويدفع لهم زكاة ماله. فضلنا أن نورد المحاورة هنا بنصها كما هي ... قراءة المزيد

ألم يان للذين تطرفوا أن تخضع قلوبهم لسماحة الإسلام

تعتري كافة الأديان السماوية حالات من الشدة والبسط، والقوة والانكماش، والوسطية والتشدد نظراً جاءت بمنظومة قيم جامعة لأعداد مهولة من البشر يختلفون في بيئاتهم وثقافاتهم وأطرهم الفكرية والاجتماعية. لذا تبقى القيم الدينية واحدة في نصوصها المقدسة، لكنها تختلف في تطبيقاتها وتوجيهاتها من بيئة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، ومن عصر إلى عصر، نظرا للعوامل المؤثرة في الانسان الذي يسعى للاستهداء بهذه النصوص. وكحال اليهودية والنصرانية وكافة الأديان الأخرى ابتلي الإسلام بفئة من اتباعه فهموا نصوصه وفق فهوم حدية جافة وصارمة، وأوّلوا آيات قرآنه وأحاديث رسوله وفق أهوائهم التي شكّلتها أطماع السياسة ومظالمها. فبرزت من بين ظهراني المسلمين وفي العصور ... قراءة المزيد

من جذور التكفير

لا مراء في أنّ أوضح آية على ظاهرة فساد التّدين انتشار ظاهرة التكفير، ولهذا فإنّ إصلاح التّدين يُعدّ خطوة ـ وأيّ خطوة ـ في طريق تجفيف منابع التكفير، وآفة فساد التدين ـ وكلّه آفات ـ أنّ صاحبه يموج في بحر من الضلال وهو يحسب أنّه على هدى من ربّه، فيضيع عمره الذي هو "أنفس كنز يملكه" كما قال عبد الحميد بن باديس، ويشوّه دينه مما ينفّر النّاس ويجعلهم يصدون عن دين الله صدودا، فعلاج ظاهرة التكفير يسير جنبا إلى جنب مع علاج ظاهرة فساد التّدين، وتلك هي مأساة دعاة التكفير ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا والآخرة، وهم يحسبون أنهم يحسنون ... قراءة المزيد

يناير 2018

الحوار والتقارب الديني كضرورة حضارية للبقاء

إن حالة التشنج التي تعتري علاقة الإسلام بالعالم الغربي وتعتري علاقة المسلم بمجتمعه الغربي الذي يعيش فيه وتشهد تزايد العنف ومظاهر الاسلاموفوبيا في العلاقة بين الطرفين، تستدعى وقفة ملحة ومتأنية للتأمل وبكل تجرد وموضوعية  لبحث أسس التعايش والسلام التي غرسها القرآن الكريم في أدبيات المجتمع المسلم، والتي باتت تغيب عن الكثير من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. من المحزن القول أن الصبغة العامة  للعلاقات البينية بين الثقافات والحضارات القائمة في عالمنا صبغة يغلب عليها الشك والتوتر والتنافر وانعدام الثقة، فما كان معولا على العولمة أن تفعله في شقها الإيجابي من تقريب للحضارات والثقافات لبعضها البعض بات الآن يعتبر إحدى ... قراءة المزيد

الإسلام والمسيحية في الشرق الأوسط: تاريخ أخوة متأصلة استعصت على الكسر

كثيراً ما تعيد احتفالات رأس السنة الميلادية في بيت لحم مشهد التعايش الذي يلتحم فيه مسيحيو فلسطين والشرق الأوسط عموماً بمحطيهم الذي يهيمن عليه الإسلام كديانة وثقافة مجتمع، وتعيد مشاهد القداس التي يحضرها المسلمون إلى جانب أخوانهم المسيحيين شجوناً يدغدغ فينا أحلام السلام والتفاهم والتراحم في عالم اليوم الذي تمزقه الصراعات والتطرف والانغلاق، ومشاهد الترويع. إن هذا الحدث المتكرر منذ نشأة التجاور التاريخي بين الديانتين بعد الفتوحات الإسلامية للبلاد المسيحية، يكشف لنا التفرد الذي صاغته العقلية الشرقية في تعاملها مع الآخر المخالف، هذا النمط الفلسفي والاجتماعي الشرقي المتقبّل للتباين والمتعايش معه، أثبت نجاحه عبر القرون والأزمنة. ففي الشرق الأوسط، يجتمع ... قراءة المزيد

«الإسلاموفوبيا»… للكراهية وجهان

ارتفعت الجرائم ضد المسلمين في أميركا وأسهمت هجمات «شارلي إيبدو» في تزايد وتيرة الظاهرة أوروبياً في أساطير اليونان القديمة هناك إلهان يحاربان جنباً إلى جنب، أحدهما «فوبوس» الذي يجسّد الخوف، والآخر «ديموس» الذي يجسّد الإرهاب، وهما توأمان ينحدران من إله الحرب «آيرس». ويرى الكثير من المتخصصين أن المدارس الفكرية الكبرى في عالمنا تمتد جذورها إلى اليونان القديمة رغم تجددها عبر الزمان والمكان، فإذا كان هذا صحيحاً في ميدان الفلسفة، فهل يمكن تطبيقه في مجال الميثولوجيا كذلك؟! إن كثيراً منا يقدّم اليوم قرابين بشرية عند أقدام «فوبوس» المتمثل فيما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف المرضي، وآخرون يمجدون «ديموس» في معبد الإرهاب. ... قراءة المزيد

براءة “الفطرة” من دعاة التكفير

إنّ فظاعات دعاة التكفير التي يتجرع العالم مرارتها، من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وفساد في الأرض، وهتك العرض، وترويع الغافلين، وإرهاب الآمنين ... ، تجعل العقل البشري الذي جعله الله مناط التكليف يتساءل،: أيّ عقل يبرّر هذه الفظاعات؟ وأيّ دين يجيز هذه المنكرات؟ وأيّ إنسان يستسيغ هذه التجاوزات؟ فأيّ دين يجيز إبادة الرّكع السجود في المساجد ودور العبادة؟ وما مسجد الروضة بسيناء مصر منّا ببعيد، وأيّ دين يقلب أعياد عباد الله إلى مآتم؟ وهاهو عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية يُعدّد ضحاياه ويُحصي فجائعه، وإن تعجب فعجب من أنهم يسالمون المعتدين، ويحاربون المسالمين! "فالدين، كما قال محمد الطاهر بن عاشور، ... قراءة المزيد

ديسمبر 2017

سمات الوسطية

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على النبي الأمين وآله وصحبه أجمعين: وبعد إن الوسطية منهج حياة للمسلم في كل الأحوال والأزمان، يأخذ بها في السراء والضراء، في السلم والحرب، وفيما يحب ويبغض، فهو معتدل في معاملته متوسط في أفعاله وأقواله، إذ يتحلّى المسلم بصفة الوسطية وتكون لازمة له وسمة دائمة يتسم بها، متمثلاً بدعائه عليه الصلاة والسلام : (( وأسالك كلمة العدل في الغضب و الرضا، وأسألك القصد في الغنى والفقر)) رواه ابن خزيمة وابن حبان. فالوسطية في الإسلام تعني الاعتدال والتوازن والحكمة، و الحذر والبعد من كل ما يخالفها من معتقدات وأعمال وأقوال كالإلحاد والشرك والبدع والفواحش ما ... قراءة المزيد

التسامح بين مقولة الحق والعدل

يعتبر مبدأ التسامح من أكثر المفاهيم تداولاً في العقود الأخيرة، نظراً لسيادة قيم العالمية من جهة ونظراً لتزايد حدة التعصب في بعض المجتمعات من جهة ثانية. ولأن كان هذا المصطلح كثير التداول إلا أنه كثير الالتباس والغموض في جهة دلالته اللغوية ومفاهميه الفلسفية. فالتسامح في اللغة اللاتينة مشتق من لفظ  tolerantia التي تعني التحمّل، أي الضغط على النفس وتحمّل الآخر المخالف، ولا يبتعد معناه في اللغة العربية عن المفهوم اللاتيني حيث تربط أغلب المعاجم العربية مفهوم التسامح بمفهوم التساهل، والذي يعني التنازل عن بعض الحق والتساهل بإزاء تجاوز معين من طرف مخالف. وفي كلا التعريفين اللغويين اللاتيني والعربي يبرز معنى ... قراءة المزيد

التقرير العالمي للإرهاب 2017: أرقام وملخصات

صدر المؤشر العالمي للإرهاب لسنة 2017 عن معهد الاقتصاد والسلام، وحمل في تضاعيفه الكثير من تفاصيل تطور الظاهرة الارهابية لسنة 2017  و 2016، ويمكن اعتبار سنة 2017 سنة دامية لكن بالدموية التي كانت عليها سنوات 2015 و2014 التي شهدت أعنف مراحم تطور الظاهرة الإرهابية. هذا التراجع جاء نتيجة نجاح الحملة العراقية والدولية لاستعادة المناطق التي تقع تحت إدارة داعش وخسارة التنظيم لما يزيد عن 97% من المدن ومناطق النفوذ التي يسيطر عليها، وكذا الانحسار العام لمكينة هذا التنظيم الإعلامية بسبب الضريات المتتالية التي تلقاها سنة 2016 و2017، كما لعبت الحملة المكثفة والمنظمة ضد بوكو حرام والتي تقودها الحكومة النيجيرية في ... قراءة المزيد

تحميل المزيد

أو تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي: